بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
زوجي العزيز
إليك مني هذه الهمسات مسبقا إن كنت تنوي الارتباط بي يوما فاسمع مني بنود اقتراننا وإن كانت لديك اضافة أو تعقيب فنستطيع التعديل لاضافتها إن اتفقنا عليها،
وان لم نفعل فإني أفضل وحدتي ونسال الله ان يختار لكل منا مافيه خير لنا ويرضينا به ويجعل لنا خيرا فيما نرجو ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
واعلم أن كل بند أخطه وأطالب به أسقطه على نفسي أولا فإنما هي تذكير لنفسي أولا ثم لك عسى الذكرى تنفعنا، واني لا أنه عن خلق ثم آتي مثله عار علي ان فعلت عظيم
لذا أولا وقبل أن نبدأ
حافظ على صلاتك ولتكن في أوقاتها فذاك هو العمود القويم إن كنت تسمى مسلما حقا.
واعلم أنها أول ما يحاسب عليه العبد وأن صلاحها أساس صلاح سائر الأعمال، وأن الله في غنى عنك وعنها وإنما هي صلة بيننا وبينه تعالى لحاجتنا إليه أولا، ولأنها المنهج الذي يعلمنا الإلتزام والإنضباط في الحياة ثانيا، لهذا شرعها الله في أوقاتها المحددة لا على هوى أنفسنا. فان لم تكن ممن يقومها كما يجب فكيف اذا تقوم حياتك وحياة شريكة معك كما يجب؟!
فإن أعددت الأساس دعنا نرى كيف يرفع البناء
احب التوضيح جدا فوضح وحدد هدفك بالضبط فاني لا اسير في شيء دون هدف نصب عيني لأعرف على ماذا نبني؟
اخبرني بمنظورك للزواج والعلاقة بين اثنين، هل تريد زوجة؟، أم أما؟، أم جارية او خادمة كما يصطلح عليها الآن أم أمينة مسيرة لعملك؟ أم زميلة، ومافهمك لكل منها فان كنت تريدني زوجة فأخبرني كيف يجب ان تكون وما واجباتها ودورها في حياتك في نظرك؟ وان كنت تريد ايا من الاخريات فاخبرني ايها تريد وكيف تراها؟
وبعد الصلاة اولا وهي عمود الأساس للدين والبر بربك، يأتي بالنسبة لي اساس خلقك في البر بأهلك وحسن تعاملاتك، حافظ على علاقتك بأهلك وبالأخص الوالدين وإياك وقطع رحم تربطك بهما، فلا حاجة لي بعاق، وقد صدق من قال"الي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد" فكيف أرجو منك خيرا إن لم أره فيك مع أقرب المقربين إليك من دمك قبل ان اصبح منهم لأناله أيضا، ولا أقصد أن تهملني ولا أن تظلمني ولا أن تهينني على حساب أحد، ولا حتى اظهار خلاف بيننا امام احد فهناك ما لا يقارن، فالزوجة غير الأم وغير الاخت والعكس صحيح، لكل مكانتها، انما أقصد أن تعطي كل ذي حق حقه، وخيركم خيركم لأهله ولاتنس ان الجنة لا يدخلها قاطع رحم وأنا اريد زوجا يكون لي جنة في الدنيا
وقائدا نحو جنة الأخرى.
وبعد الأهل خالق الناس جميعا بخلق حسن، لا تحقر ولا تستصغر ولا تنهب حقا، فإن صادفت او صادفنا فقير خُلُق ولم تستطع رفعه لمستوى خُلقك، فلا تنزل انت لمستواه. وأنا لا أقصد أن تكون ذليلا، وفي أخذ الحقوق لا تكن ضعيفا، فالحقوق تنتزع إن لم تعطى نعم؛ ولكن احتكم إلى شرع الله وادفع بالتي هي أحسن، وإياك أن تظلم أحدا او تعامل أحدا بذنب أحد "لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم"
اريدك قبل ان تفكر في إنشاء أسرة ان يكون لك عش خاص للحياة الزوجية ان كنت تريد ان تعيش فيها كل ماهو خاص لكن
اياك ان تلجأ يوما الى الغاية تبرر الوسيلة وتسلك طرقا غير شرعية لنيل أهداف دنيوية خاصة المادية؛ لا تعط رشوة لقضاء مصلحة وتقل لي هدية، ولا تشهد زورا ولو بدافع رد حق، ولا ترابي لتغتني او تشتري او لتحقق ملذات الدنيا وما الى ذلك بحرب مع الله ورسوله، فالحرام لايشبع ابدا مهما كثر يبقى حراما ولو فعله كل الناس، والحلال حلال ولو كنت وحدك من يسلك طريقه. يكفي ان تكون مع الله وهو معك، كن له سبحانه كما يريدك ان تكون، يكن لك فوق ماتريد، نعم لا نريد ان ننس نصيبنا من الدنيا ولكن لتكن الآخرة همنا ونحن نسعى في الدنيا، فمن كانت الدنيا همه لم ينل منها الا ما أغمه ومن كانت الآخرة همه أتته الدنيا وهي راغمة اي رغما عنها لانها بيد الله.
اما في اخلاقك مع نفسك ورغباتك، اعلم أن التدخين بجميع أنواعه من أتفهه إلى اكبره حتى ولو كان مايسمونه الكترونيا(فايب)، او أيا يكن محرم عندي وإن لم يحرم شرعا، فما بالك بكونه كذلك في الشرع أيضا! هذا في القاعدة فما بالك بما فوقه، أظنني في غنى عن ذكر مايعلوه من المحرمات ولا الشبهات وشرح الواضحات من المفضحات
كن لي ودعني أكن لك عونا على طاعة الله والتقرب اليه، لذا إياك واياي وتتبع الاعراض والعورات وذنوب الخلوات وهتك الحرمات وحدود الله او اساءة الظن والتجسس والغيبة
اياك واياي ان نكون والعياذ بالله من اولئك الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله
اياك أن نأتي ما قد يستصغره البشر من الذنوب وربما لا يحسبها البعض ذنبا، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.
ثانيا كي نبدأ
إن كنت تحبني حقا فلا تغرقني في العشق والغزل قبل الزواج، فكل شيء يحلو في مكانه وأوانه، واتوا البيوت من أبوابها، ولا أعني بذلك أن تصدمني بقدوم دون سابق إنذار، إنما انظر الى ماتبتغيه ان كان في وان كنت تريدني لشخصي وما انا عليه ويتوافق مع فكرك ومبادئك وما تراه قد يدوم قبل كل شيء، لا ان تريدني كصورة تذبل وتبهت في عينيك ان لم تزل باقية كما رايتها ورغبتها اول مرة فترميها، او بمجرد ان ترى غيرها، أما إن كنت ستبني على أساس صحيح قويم فأعلمني بهدفك ان كان يصب في ماشرعه الله، أو أعلم ولاة أمري لأعرف وبحسب جوابي تأتي الخطوة التالية شرعا إن أردت ان نتعارف لاعرف ايضا ان كان فيك ما ابتغيه، بعد الاساسيات التي ذكرتها ارجوك لاتجبرني على الإختيار بين أولوياتي فأنا أولى بأن أختار الأهم فالمهم بلا أوامر، والاجدر انك اخترتني بناء على هذا الأساس، أساس الدين وحسن الخلق ومعرفة الأولويات لذا فدراستي شيء يخصني لوسمحت فلا تفرض منعا منه خصوصا قبل أن نخطو خطوة تحت سقف واحد، وترى مني تقصيرا بسببها ولا تفترضه كي تمنعني فقط وان لم يكن ويوم سأتوقف عنه ارجو ان تدع لي القرار، ولا تغدر بعد ان نبدأ ان اتفقنا، أما العمل فقد نتفاوض فيه إن كنت ستمنحني ما يخصني بغض النظر عن مصاريف البيت، فأنا اصلا أرى ان بيتي أولى وتربية ذرية صالحة اكبر نجاح بالنسبة لي، ولكن إن أنت خلقتَ لاحقا عوزا نفسيا او ماديا يوازنه لدي ذلك العمل فماذا عساك تفعل؟ حينها اعلم ان الخطأ منك يا عزيزي مادمت ها انا قد افصحت ان العمل في بيتي وحده بالنسبة لي اولى وليست لدي طاقة لغيره، وان حصل وأُجبِرت على العمل فلا تظن اني سأتشرف بالنجاح خارج بيتي على حساب زوجي وتربية ذريتي ولكن اقول إن أجبِرت واعلم لنه لن يجبرني عليه الا ان اجد منك بخلا وعوزا لما قد احتاجه لنفسي ماديا كان مما اصرفه للعناية بنفسي والاهتمام بذاتي او حتى تحقيق الاكتفاء بان لا اجد نفسي محتاجة او معنويا مما كنت اصرفه لمهاداة والداي واختاي او حتى في مساعدة او صدقة وهذا ماكنت لاجبرك عليه ولكنه بالنسبة لي مهم فان لم تحقق لي ذلك فكن لي عونا على تحقيق النجاح والتوفيق بين عملي في بيتي وخارجه، اما الدراسة فنحن نتعلم مادمنا نتنفس.
فإن تم التوافق فكرا وتسرب ذلك الى الروح والقلب فزواج يباركه الله، وحينها اغمرني بالغرام حيث يجب ان يكون ولا تعيشني في جفاء عاطفي قولا وعملا.
فإن شاء الله وبلغنا مرحلة الزواج فأرجوك لا تدعنا نبدأ بمعصية ومعازف وأغاني مجون فإن كلام الأفراح كثير فيما يرضي الله. وبعدها، هلا صليت بي ركعتين أولا فما أجمل صلاة يؤمها بي زوجي في بيتي، إلى أن نبلغ يوما صلاة نصليها في الحرم إن كان في العمر نصيب وفي الاقصى إن شاء الله ثم في الجنة خلف سيد الخلق اجمعين برحمته تعالى.
ولأن البدايات دوما جميلة، لكن العبرة بالخواتيم، لنأسس لجعلها ايضا حسنة بالاتفاق منذ البداية على ان تقوم هذه العلاقة على التواصل والاهتمام والاحترام ومن هذا الاهتمام والاحترام الذي يقوي صلتنا ببعضنا لابد من الإحترام المتبادل لأهلي وأهلك بحيث يكون أهلك هم أهلي، وأهلي هم أهلك، يعامل كل منا اهل الآخر كما يحب ان يعامَل أهله ولا نغفل صلة الرحم معهم جميعا ونعي اننا أصبحنا أهلا لبعضنا جميعا ان نحن ذهبنا او هم اتوا الينا، فمرحبا باهلك واهلي لدينا، وبالأخص والدينا شرف لنا خدمتهم واكرامهم لاننا لن نوفيهم حقهم مهما فعلنا ولكن دون ان يكون لهم تدخل في حياتنا ولا شأن لهم فيما بيننا ولا نظهر اي سوء فهم او مشكل بيننا بل نكون زوجين كما يجب ان يكونا امام اي كان، ونقدم اجمل صورة عن الزواج
ثالثا: بعد أن بدأنا
إن بدأنا بما يرضي ربنا، وها نحن تحت سقف الزوجية وما أصعب أن تبدأ في العيش مع أحد غير نفسك وأهلك لأول مرة، ما أصعب الأيام الأولى إن لم تكن شهورا أو سنة. فصبرا، لابد من التأقلم مع الآخر والتعود عليه وتقبله في كيفية عيشه، ولنعرف بعضنا جيدا لنكن على طبيعتنا مع بعضنا ونفصح ونعبر عن كل مايخالجنا ولا نجعل بيننا حدودا او حواجزا الا حدودا شرعها الله، لنضحك ونلعب ونمرح ونتقبل بعضنا بكل مافينا طالما لايخالف الشرع والمبادئ والفطرة، ولنتعاون على بناء ذلك البيت، أقول نتعاون فانت لست أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حمل أعباء أمة باكملها ومع ذلك كان في خدمة نفسه وأهله
وليعرف كل منا ما له وما عليه لنستطيع العيش بسلام
فلنفصل في الحقوق و الواجبات ولأبدأ بما علي، واني والله
ان علمتَ ماعليك وعملت به لا انكر لك معروفا ولا اكفّر عشرة، بل سأفتخر بأن اكون لك خير متاع الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم بحيث إذا نظرت الي سررتك، واذا أمرتني أطعتك(في المعروف)، وإذا غبت عني حفظتك في نفسي ومالك وولدك، واجمل تفصيل لذلك في أني أشهد الله:
سأحرص ما استطعت؛ لأسُرّك على أن لاترى مني قبيحا ولا تشم مني إلا أطيب ريح، واذا أمرتني فلك مني السمع والطاعة(في غير معصية او عقوق) واذا غبت عني حفظتك في نفسي وكنت كل الرجال في عيني وقلبي في حضورك وغيابك فلا ير ولا يسمع احدهم مني ما لايجوز إلا لك، وحفظتك في مالك بالقناعة وحسن التقدير،
وفي ولدك بحسن الرعاية والتدبير
لاني ادرك معنى اني راعية مسؤولة عن رعيتي
ولأكون كذلك وجب ان تعلم مايجب عليك وتدرك معنى كونك راعيا مسؤولا عن رعيتك لانك من اتى بي، وبالنسبة لي كل شيء مني انما سيكون رد فعل لما قد يكون منك فازرع في ما تريد ان تحصده مني، نفذ وصية خير البشر صلى الله عليه وسلم واتق الله فيّ، فاني من ضلعك لتحميني واحتمي بك لا لتكسرني وتستقويَ وتقسو علي، كن رجلا احس معك بالامان في حلمك وغضبك، في حديثك وصمتك، في غناك وفقرك، في صحتك ومرضك، في شبابك وهرمك وفي فراغك وشغلك ولا أخافك في جميع تقلباتي وتقلباتك فاني عوان عندك اخذتني بأمانة الله وانت قوام علي بامر ربي وعليك رزقي وكسوتي ان طعمت اطعمتني وان اكتسيت كسوتني وهذا لايعني أن تحسب أن الأكل والشرب والملبس والمسكن والنوم فقط هو محور الحياة؛ نعم انفق وتحمل مسؤوليتك، كن قويا طموحا عزيزا، دعني أشعر اني تحت جناح رجل بحق أحس معك بالأمان العاطفي والمادي في كل الاحوال، لأشعِرك ايضا بذلك، كن رجلا لا تثنيه نوائب الدهر إن بربه استعان ولا تمن علي بالقوامة فهي واجبك وقد تحققت لي قبلك في بيت اهلي مع ان بمقدوري تحقيقها لنفسي، ولكنها واجبك ومنك تكون بطعم ألذ، وتكون ارقى واجمل، كما أن دوري في بيتي أرقى وأجمل،
فإن أردت أن أسرك وجب عليك اكرامي والرسول صلى الله عليه وسلم نبهك قائلا: "ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم" والكرم ان تزيد عن حاجتي حتى احفظ مالك، ولكني لن اكلفك ما لاتطيق لذا اقول فقط أن تعطيني ما احتاج في غير قوامة البيت دون أن اسأل ويكون العطاء منك دون منٍّ ولا تأفف فلا تشعرني اني أتسول ماهو واجب عليك، فتهينني وذاك من اللؤم فلا تكن انت لئيما لأكون انا ودودا فنفسي عزيزة لا تقبل الاهانة، ولأكون ولودا افحص نفسك اولا وتقبل مافيك وتداو واطلب المعافاة و تفقه وتعلم عن المرأة واعلم ان كل شيء يرتبط بنفسيتها يظهر على جسدها، فلا تكن لئيما ايضا بأن ان لايرضيك شيء مهما فعلت او تقارنني بغيري ولا تفكر الا بنفسك ولا تدرك شعور من حولك. والرسول صلى الله عليه وسلم اوصاك ان: "لايفرك احدكم امرأته ان كره منها خلقا رضي منها آخر" واني سأسعد بأن أرضيك في كل الاحوال ولكن إن أخطأت فصحح لي برفق عملا ب"رفقا بالقوارير"، ولا تنفرني من العيش كله عند أول أو أبسط خطأ، فنحن مجرد بشر نصيب ونخطئ، والعبرة في ان نتقبل بعضنا في اختلافاتنا، وعاملني بالمعروف وليس لك علي إلا المعاشرة بالمعروف كذلك فيما يرضي الله كما ذكرت سلفا؛ وساكون لك كذلك بعون ربي ان كنت لي عونا عليه، فإن ما ابتغيه هو كل مايشتهى في الدنيا معك، ونسلك به طريقا سويا للأخرى، وشرفنا معا في أن نتشارك، نعم نتشارك الحياة ومافيها، بحلوها ومرها، لأن ذلك هو الزواج بحق، هو المشاركة مشاركة كل شيء لا أن نمتلك بعضنا كما نملك اشياءنا ونحركها على هوانا. فلا تشيئني فأنا لست شيئا يمتلك لسد حاجة ما فقط، وإنما إنسان خلقني الله كما خلقك، أحس واشعر وارغب، نحن شقائق لنكمل بعضنا ونحقق التوازن، ولي مثل الذي علي بالمعروف كما قال ربي، لذا اريد منك اولا تقديري واحترامي ثم تقديري واحترامي ثم تقديري واحترامي كما يجب علي تقديرك واحترامك ثم تقديرك واحترامك ثم تقديرك واحترامك
أريدك رومنسيا متدينا؛ ولا يستغرب أحد مِن جمع هاتين الكلمتين فالمسلم الملتزم بدينه الذي يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات ويسير على ذلك النهج قولا وعملا هو أروع رومانسي إن نفذ اوامر الله ووصايا محمد صلى الله عليه وسلم كان خير الناس لاهله.
لذا اريدك زوجا حبيبا، أبا حنونا، أخا صديقا. وسندا لا يميل بي ابدا، فلا يكذب اذا حدث ولا يفجر اذا خاصم، ولا يخلف اذا وعد ولا يخون اذا اأتمن، هين لين، ودود حليم، ان غضب اتقى الله في ولا أهون عليه. اريد من اشيخ معه دون ان يقتل الطفلة بداخلي، من يكون لي واكون له سندا مساندا يشد عضدي، ويُشد به ازري، ويشاركني في كل اموري، اريد فيك كل الرجال لأكون لك كل النساء، لذا لا أريدك متزمتا لا يترك للنفس ترويحا ولا فسحة فتكن ممن ضرب الله فيهم مثلا فقال: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" فأتم عز وجل من قائل ردا على ذلك: "قل هي للذين آمنو في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة" فلاتحرم ما أحله الله ظنا منك أن ذاك هو الإسلام. انما ان نبتغ في ما اتانا الله الدار الاخرة ولاننس نصيبنا من الدنيا من لعب ولهو وزينة، نزهة مرة وسفر مرة وهدية مرة دون ان نتكلف ما لانطيق فالله لايكلف نفسا الا وسعها وكلمات طيبة تسقي مشاعرنا لتزهر مرااااات كثيييرة ونحتسب عند الله ان الكلمة الطيبة صدقة فإننا إن اردنا حقا؛ نستطيع خلق السعادة من البساطة وما اطيب الحياة ان عشناها هكذا مع من نحب
دعنا نتعاون على الطاعة ونتعاون على الدنيا وأعباء الحياة ولنكن لبعضنا سندا عليها لا علينا ونتذكر اننا شركاء. نعم شركاء في كل شيء ومع ذلك لكل خصوصيات وجوانب لابد من احترامها ونتفهم حالا خاصا بين احوال البشر
وفي المقابل؛ لاتكن إمعة يمشي وراء القطيع دون تفكر ولا ديوثا مائعا باسم الانفتاح، لا تتحرك فيك نفس ولا غيرة ولكن لا تجعل غيرتك تكون شكا مرضيا فذاك وسواس هدام
وإن تعودت على شيء تكرما مني وحدث ان لم افعله يوما فلاتحسبه واجبا تلومني على إسقاطه وتذكر انه كان تكرما فقط منذ البداية، والا فانك ستكون لي ظالما.
ان وفيت بهذا فستظل دوما كما بدات ارفع اسمك معي دوما في رسائل للسماء، لان اول الحب الدعاء، ولكن لا تنس ان الشعور بالظلم ايضا يفضي الى دعاء ليس بينه وبين الله حجاب اسأل الله ان لا نبلغه مع بعضنا
لذا فاني ساركز هنا على البناء الذي بدأناه ومن اساسياته هذا الحب الذي يبدأ بالدعاء، اعلم ان مايسقي الحب عندي لينمو ويزهر هو الاحترام والإهتمام بالتفاصيل وبما يهمني دون ان أحكيه كثيرا لتتذكره، ومايجرحني دون أن أبكيه لتتجنبه، ومايسعدني دون أن أفصل لك فيه لتفعله وكذلك انا أفعل. الحب اخذ وعطاء وكذب على نفسه من يقول غير ذلك لان اي حب فيها العطاء فقط سينهار ذات يوم، لان الحياة كلها تقف على العطاء والاخذ، اعط جهدا في اي شيء لتأخذ ثمرته، والحب نعم عطاء وأخذ وأقوال ثثبتها أفعال وليس أحدها في منأى عن الآخر لان كل ماهو صادق يبدأ قلبا، فقولا ثم يطبقه العمل
رابعا: عشنا وأسسنا بالعشرة للنفس السكن
نريد للعش ان يكبر، ويشاء الله أن يهب لنا ذرية طيبة
فدعني اخبرك أنه لايجب ان يعلو صوتنا على بعضنا ولا يُقلل احترامنا على بعضنا أمام اطفالنا كما امام غيرهم، ولا يعلموا بمشاكلنا مهما كانت ومهما حصل لانه اكيد ان الحياة الزوجية ليس دوما عسلا وفيلما رومنسيا كما ليست دائما مشاكلا وفيلما دراميا انما هي كنبض قلب يدل على الحياة، تذبذبات من الصعود والهبوط يجب ان نعلم كيف نتصرف فيها حسب المواقف. فدعنا نكن لهم قدوة لان التربية تكون بالاقتداء، وفي تربية هذه الذرية وكذا في تعاملنا مع بعضنا وفي جميع جوانب الحياة يجب أن نجعل دستورها القران والسنة فان ما اختلفنا فدعنا نعد لهما ونتخيل اننا نعرض خلافنا على الله ورسوله ولهما الحكم فيه وان ما تاه احدنا عن الوجهة والطريق الصحيح رده الآخر ولايجب أن تتحول الاختلافات بيننا الى خلافات عقيمة طالما لا تتنافى مع الشرع والمبادئ.
والأساس المتين لتحقيق كل ماسبق هو ان تكون غرفتنا تلك مكانا لطرح كل مايحتاج النقاش، وكل مايخالجنا بدل ان نغرق في سوء الظنون والافتراضات بناء على هواجس في نفس كل واحد في صمت قاتل، فاياك ان تخرج منها يوما فهذا مرفوض عندي تماما بل يجب ان يكون التواصل بيننا دوما حول اي شيء مهما كان، سواء افعالا او اقوالا او احاسيسا او مواقفا او آراء، وأن لايحمل أحدنا في قلبه ضد الآخر تحاملا أو ضغينة او سوء ظن مهما حدث، وأيا يكن سوء الفهم بيننا لابد من نقاشه وتوضيحه. دعنا نتحاور واقول نتحوار وليس نتجادل دون إهانات ولا تجريح، ولا يمر يوم دون ان نتسامح او ينام احد وهو غاضب من الآخر وأستغرب أساسا كيف يهنأ احد من اثنين المفروض انهما سكن للاخر وذاك السكن مضطرب قد ينهار.
فلا شيء أجمل من صفاء النفوس وود القلوب وصلاح ذات البين لذا التواصل ثم التواصل ثم التواصل مهما حدث،
لا للتراكمات فهي اساس خراب العلاقات ولا علاقة تستمر دون تواصل وتفاهم.
إن غابت العاطفة يوما فلاتدع الرحمة تغيب وفي الرحمة احترام والتزام بالواجبات وتقدير الآخر. فاني أبتغي المودة والرحمة حيث تجد النفس نفسا تسكن اليها والروح روحا تألفها وتأنس بها والقلب قلبا يطمئن معه لنعيش في راحة بال عيشة هنية ونموت ميتة سوية دون مرد فاضح ولا مخز ويكون ذلك اللقيا بوئام، و التفاهم اثناء الكلام، و الإحترام و لو عند، الخصام، و الإهتمام من البكرة الى المنام، وغض الطرف حينا وترك كثرة الملام، ذاك هو الحب في نظري يا سادة يا كرام
واقول ترك كثرة الملام وليس ترك العتاب ان لزم لأني شخصيا
لا أعاتب أيا كان إلا الأقرب، فان تبت عن عتابك فاعلم أن وجودك عندي أصبح كغيابك، او أني تعبت منه ان لم يجد نفعا ولكن تذكر انه صدق من قال: إذا ذهب العتاب فليس هناك ود
"ويبقى الود مابقي العتاب
ولكن بالنسبة لي يجب ان لا يكون طبعا مبتذلا في كل وقت وحين ينغص العيش، فلاضير في التغافل والتغاضي عن توافه الامور لأجل الاستمرار، واقول التغاضي وهو ان لا تلتفت لما لايستحق او لحفظ الود احيانا ولاتذكره ابدا ليس ان تراكمه وبدل ان تتحدث فيه في حينه تجمعه الى حيث لايجب وترميه دفعة واحدة مع اشياء اخرى فذاك هو التراكمات اما التغاضي فهو ان تنسى ماتغاضيت عنه ولاتذكره لأن كثرة العتاب والانتقاد ايضا تكسر النفوس والوقار بينها انما العتاب على ما يستحق وباختيار الوقت المناسب والاسلوب الأنسب للحالة فما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه.
الخلاصة
ختاما احفظ جيدا وليحفظ كل رجل معنى رفيقة حياة وليس مجرد رفيقة فراش، او خادمة بيت، واعط على قدر ما تريد ان تناله، وليعلم كل منا ما له وما عليه ويلتزم به، ونبتغي رضى الله في القول والعمل وكل مانفعل بان ننال حظنا من الدينا دون ان ننسى الاخرة
وأما كل ماذكرته فاني أطلبه من نفسي أولا، وانا هنا لست أنصح لان ما أنصح به قد أفقده ومع ذلك أعطيه كما قال احدهم " قد لا أكون كاملا لكني قد أعطيك الجزء الذي ينقصك لتكتمل"
انما أنا هنا أشترط شروطا للعشرة أن تعاملني كما تريد مني أن أعاملك وتعامل اهلي كما تريد مني معاملة اهلك لاني اجمالا عبارة عن رد فعل لافعالك.
باختصار، كن لي كما يريد ربي وأريد، أكن لك كما يريد ربي وتريد بعون الله، وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب
ولا أجد خير ما اختم به من ان:
رب إني لما انزلت الي من خير فقير.
رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين.
ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء.
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء.
رب اغفر لي ولوالدي وللمومنين يوم يقوم الحساب.
رب اغفر لي ولمن دخل بيتي مومنا ولا تزد الظالمين الا تبارا.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد انك انت الوهاب.
لك ان تراجع هذه البنود ونضف شروطك أيضا واذا ما اتفقنا فدعنا نوقع.
وبارك الله لنا وبارك فينا وعلينا وجمع بيننا في خير
والسلام مسك الختام
توقيع
مريم ازكاغ
تعليقات
إرسال تعليق