window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'UA-190666508-1'); روح تقر بها عينك

القائمة الرئيسية

الصفحات

روح تقر بها عينك


"الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف"

قالو أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وأنا أقول لك "ما اكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" فإن كان كريما بهذا المعنى فهو طبعا عظيم يستحق أن تهبيه قلبك، ويكفيه ويكفيك فخرا أن هذا العظيم يوجد حقا أمامك كقائد، وعلى رأس تلك القيادة غاية كبرى تكون صوب أعينكما في كل ما تفعلونه وهي أن يكون قائدا لك نحو رضى الرحمان، وبرحمته ورضاه تنالان
.الجنان، وتتبعكم في ذلك بإذنه تعالى ذريتكما بإحسان
 جميل جدا ان تكونا طوق النجاة لبعضكما البعض
يستنجد أحدكما بالاخر في الفرح والقرح والصحة والسقم وتتشاركا البسمة والدمعة، وإن ما حاذ أحدكما عن الطريق المستقيم رده الآخر برفق. وان ما انكسر أحدكما احتضنه الآخر وجبر كسره. فهل هناك أروع من ذلك في ائتلاف الأرواح
ما أطيب العيش في أن يكون زوجك هو صديقك، وذاك الكتاب المفتوح الذي تكونين أمامه حبرا تبثينه أفراحك وأتراحك وأسرارك، لتملأي صفحاته بكل مافيك، وتكونين له أنت أيضا كذلك لتحققا معا معنى زوجان خلقا لبعضهما من أنفسهما وتجمع بينهما المودة والرحمة
ما أروع حقا أن يكون زوجك قرة عين لك قولا وفعلا، تجدين فيه حنان الأب وحضنه حيث الأمان، وعطف الأخ وظهره لك سند، وذاك المحفز الذي يدفعك دوما للأمام ويشحنك إيجابيا لتحققي معه كل ماتريدين ويرى نجاحك جزءا كبيرا من نجاحه مادمت ستحققينه وانت تحت جناحه، وأذن الخليل الحكيم الذي يستمع ويشير عليك بخير نصح، والحبيب العاشق الذي يحترمك ويهتم بك ويهواك ويشتاق لك ويغار عليك كمحب واثق لا يرضى أن يراك كل عابر كما لايجوز إلا له هو وحده، يغار كرجل بالفعل قبل خروجك وليس بالقول واستعراض العضلات خارجا دون ان يفكر في ذلك قبل أن يقع وأنت في الداخل، رجل لا يرضى ان تقع عليك نظرة من أجنبي لايفهمها الا الرجال، وخير مثال ضُرِب في قصة ذات عبرة حيث استشاط شاب لنظر رجل الى زوجته المتبرجة في مكان عام فرد عليه الرجل "أيها الشاب ما بدا من زوجتك وتزينت به لتعرض جمالها وتثير الانتباه في الخارج فهو لنا جميعا، وما ستر منها فهو لك وحدك". رجل يراك عرضه وشرفه ويغار على طهرك دون أن يشك في عفتك وإخلاصك، إنما أن تشعري معه انك حقا امرأة ذات قيمة ودرة مكنونة تحسين معه بأنوثك وأنك في عينه أروع امرأة تغنيه عن نساء الدنيا كلها فتكونين له فعلا تلك النعمة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم "خير متاع الدنيا المرأة الصالحة" فلتكوني كذلك ولك في وصايا أمامة بنت الحارث الشيباني ابنتها أم إياس عند زفافها خير النصائح قائلة:
أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة أستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
أي بنية انك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك علي قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير، وفي العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
ذاك معنى ان تكونا حقا قرة عين لبعضكما
"فاللهم هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"

تعليقات

التنقل السريع