"ما حاس بالمزود غير الي مضروب بيه"
سمعت عن انهيار بيوت طينية، و انقطاع مجموعة من ،الخطوط الطرقية، و جرف السيول لعدة أرواح بشرية رحمها الله! ناهيك عن مالا يعد من خسائر مادية، و هذا مما .كتب و قدر جراء كثرة التساقطات المطرية و لله الحمد!
لكن ما يستغرب له، هو أن هذا هو حال هذا البلد الحبيب دائما دون أن يحين لمن بيده زمام الأمور أن يعتبر!، و الأغرب هو أن تجند حشود المواطنين لصلاة الإستسقاء بداية كل شتاء سائلين الله صيبا نافعا، لكن دون العمل على تجهيز ما يجعل هذا الصيب فعلا نافعا بدل أن يودي بالخراب، إذ أن لكل شيئ أسبابا لابد من الأخذ بها، فمنذ وعيت بنفسي و أغلب مشاكل هذا الوطن في أكثر القطاعات أساسية وحساسية مازالت كما هي، لا تعليم جيد، لا تغطية صحية، لا حد من البيروقراطية و تيسير الخدمات الإدارية، و موضوع الساعة؛ لا بنيات تحتية و هلم جرا...و نستمر في مناقشاتنا بيننا في حين لا حياة لمن تنادي، و رغم النشرات الإنذارية تغيب مقولة "الوقاية خير من العلاج" و يا ليت العلاج الحقيقي يكون حتى عندما تقع الواقعة أو بعدها، و الغريب في الأمر أنه على مر السنين و رغم كل ما يقع و يتكرر ليس هناك اتعاظ و لا عبرة مما سبق، و التعلم من الأخطاء لإصلاح ما فسد حق إصلاح كما يجب تفاديا لتكرار ما حدث....و مهما قلنا فلن تصف الكلمات مرارة ما يحدث لأنه كما في موروثنا الشعبي "ما حاس بالمزود غير الي مضروب بيه" فلو كان القائمون على شؤون هذه الدولة المنسية من قاطني الفيلات الأرستقراطية والقصور المشيدة يحسون حقا بمرارة ما يتابعونه من وراء الشاشات التلفزيونية، مما يعيشه محتمي الأسقف العشوائية و البيوت الطينية التي تنهار على رؤس أصحابها و ما يكوى به من تنقطع الطريق بفلذاته و أهله ليكون ضحية تجري مع السيول لما رأينا نفس الآفة تكرر كلما سألنا ربي مطرا و لما ظل هذا اللاتوازن بين رفاهية فاحشة و فقر مزري بين طبقات أبناء هذا الوطن.
فلك الله يا وطني أما القائمون عليك فهم في غفلة يعمهون !
حسبي الله و نعم الوكيل.
23/11/2014
تعليقات
إرسال تعليق