قالها من تكفل الله بتهذيبه صلى الله عليه وسلم
أما انا وأنت فأن تربي يعني ان تكون القدوة قبل تكون الآمر الناهي
سبق وقلت وأعود لأكرر أنه كثيرا مانجد أنّ لا العمر
ولاالمستوى التعليمي ولا المركز والمكانة الإجتماعية يعبر عن وعي الشخص بما يتطلبه الأمر في بناء تلك المؤسسة الصغيرة التي اسمها الأسرة، والتي بها ومنها يتكون المجتمع الأكبر، فالوعي والثقافة في العقول وتصرفها تجاه الحياة لا في اقترانها بجنس دون الآخر ولا الأعمار ولا الشواهد والمناصب. وإنما في كيفية التصرف وكيفية حمل المسؤولية وكيف تربية جيل صاعد يتربى على رسالة أخلاقية قبل كل شيء ليحملها هو الآخر ويبلغها و الدين عندنا بعث ب "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، هذه هي اللبنة الأولى التي يجب أن تقوم عليها التربية وهي أيضا المرجع الأول الذي يجب النظر إليه في من سيقوم بتلك التربية وهي ما قبل إنشاء الأسرة "إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" نعم الخلق والدين، وما الدين كله إلا أخلاق تشمل العبادات والمعاملات، فكان جزاء التحلي بأحسنها القرب من خير البشر عند رب العزة، حيث قال صلى الله عليه وسلم "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم خلقا' والأخلاق تشمل كل تصرفاتنا وردود أفعالنا تجاه أي شيء وبتغيرها يتغير كل شيء، نعم حولها تتمحور الحياة وهي موجودة قبل الأخذ بالدين ويثبت ذلك قولقول"انماهن صلى الله عليه وسلم "انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فالقول بالاتمام يعني إكمال شيء موجود قبلا، وقد أتى وبعث بدين أتمها فعلا. لكن العوز الحقيقي لدينا هو في أخذ الدواء الموجود عندنا شريعة ومنهاجا ليؤتي أكله ويعطينا أفرادا ومجتمعات خالية من الآفات والعاهات والنواقص الناتجة عن انعدام او انحلال الأخلاق، لأن هذا الدين ليس مجرد نصوص وأحكام وشرائع، إنما منهاج حياة متكامل يشملها وينظمها من جميع النواحي كدستور يجب العمل به، ولكن للأسف الأغلبية يتلقن فقط ويحفظ وكثيرا ما نردد في حواراتنا ونقاشاتنا وتخطيطاتنا كثرة النصوص وكلاما منمقا جميلا الكثيرون للاسف يحفظونه ويسطرون عليه في وعود عندما نأتي لتطبيق محتواها نجدها فارغة لديهم كالقضايا المسطرة حبرا على ورق عند الحكومات، وكم كررنا ولازلنا نكرر أنه على الاقل كجيل سيربي الأجيال القادمة يجب علينا تجنب نفس الاخطاء التي وقع فيها من سبقونا وأنه يجب علينا التعلم من تجارب الآخرين وإن لم نعشها وجب علينا تجنب أخطاءها فما بالك إن عشناها ورأيناها. أفلا نتعظ ونعتبر؟!
ورحم الله من قال"لاتربوا ابناءكم كما رباكم آباءكم، فإنهم خلقوا لزمن غير زمانكم" أي أن حتى الطريقة في التلقين يجب أن تختلف حسب متطلبات وأفكار كل عصر، ولكن وإن اختلفت الطريقة إلا أنه يجب أن تبقى المبادئ الأخلاقية والأسس الشرعية الحقيقية ثوابتا راسخة يجب أن يقوم عليها بناء الأسرة منذ البداية قبل الشروع في مشروع الزواج لتطبق فيه، إذ أنه إذا صلح الأفراد وارتقى تفكير الطرفين الرئيسيين الى سلوكات سليمة فستصلح الأسرة، ومنها يصلح المجتمع، وبصلاح المجتمعات تصلح الأمة القومية ثم الأمة الانساسية جمعاء. والا فإنا لن نكون فيها بشرا واذا ما صلح هذان الطرفان وبلغا مرحلة التربية فاني شخصيا أفضلها ان تكون مبنية على المصاحبة، ان يكون المربي والمربية سواء من الابوان في البيت او المعلمين في المدرسة هم القدوة، فإذا ما ترعرع الطفل على الأفعال قبل الأقوال وكان الأبوان قدوة يمتثل لأفعالهما فحتما سيحفظ الاقوال ايضا وتتحول لديه لسلوكيات تلقائيا، مثلا اذا ما احترمت ذاك الصغير منذ صغره ونقرت على بابه واستاذنت في الدخول عليه منذ الصغر فهو حتما سيفعلها معي كأم أو كأب ومع غيري أيضا قبل أن ألقنها له قولا بلا فعل ولا تدخل. وهكذا وحينها قد يحدث وينسى كما ننسى جميعا فيخطئ مرة وحينها أذكر بالقول أما الفعل فقد حفرته في ذاكرته انطلاقا من تصرفاتي وقلما نجد من تربى على أخلاقيات كهذه وتشربها من رؤيته لها أسلوبا في حياته وبيئته الأسرية ينحرف عنها فيما بعد لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لذا: ليمتلك كل منا أولا تلك الأخلاق التي نريد ان نرى عليها أبناءنا ونتعامل معهم بها ليتعاملو بها في المقابل وليكن الرفق شعارا في التلقين فقد قال صلى الله عليه وسلم ماكان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" ولنتخذ مبدأ الترغيب بدل الترهيب ولكل فرد مربي اقول "كن انت القدوة في التربية فمجتمعاتنا هي نتاج بذورنا التي نغرسها فيه. و "إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
19 أبريل 2020
تعليقات
إرسال تعليق