قال قائل ذات يوم وربما هم كثر من يقولون، "أحيانا إذا تثقفت المرأة فقد هلكت لأنها تكثر من الفلسفة الخاوية وتبقى بلا زواج ولا حياة النساء".
وما أدري ما معايير الثقافة عند هؤلاء؟، وكيف يرون هلاكها في ثقافتها؟ وماهي حياة النساء من منظورهم؟ وهل هذه الحياة تقتصر على الزواج فقط؟ ودونه تصبح دون حياة ام ماذا؟!.
هل حقا حياة المراة بالزواج والانجاب والطبخ وتحقيق متطلبات البيت فقط لا غير ولا حياة لها خارج هذا الإطار؟، فإما هي حية بالزواج، أو لا حياة لها خارجه، وما يزيد ألما انه لو ناقشت هؤلاء ووضحت ما تلبس عليهم يقولون دعونا لا نضحك على أنفسنا فنحن من المجتمع ونعرف كيف هي العانس والمطلقة!،
الكلمتان لوحدهما مستفزتان في مجتمع متخلف فكريا وأخلاقيا نعم ندري كيف حالحهما، أو لا يدري ان هذا لا ينتقص منها حقا، وأن العيب فيهم وفي أفكارهم لا في كون تلك المراة عازبة كبيرة أو مطلقة أو أرملة أو في أي حالة اجتماعية تكون عليها؟!
فما بها من يقول عنها عانس بينما هو الناعس عن حقيقة أن تلك الأنثى قد تكون اختارت ماهي عليه بدل أن ترتبط بمن لايعرف لها معنى ولا قيمة أو من لا تتوافق معه في أي جانب فتصبح ميتة في حياة تسمى حياة زوجية بالإسم فقط، أو ربما هو النصيب والله ما أخر لها ذلك إلا لكونه يخبئ لها عوضا أفضل عنده برحمته وله الحكمة في تدبير أمور وشؤون خلقه، وأن المطلقة كذلك ربما اختارت أن تضع حدا لموت في حياة وربما اختارت ان لا تاتي بضحايا زواج فاشل، و إن كتب لهم واتو مسسبقا فالأجدر أن لايتربوا في جو متوتر فيكبرون مع عقد نفسية ستكلفهم حياتهم ثمنا، وربما هي مظلومة اساسا ولم تختر هذا ولا ذاك فخلصها الله، فالذي شرع الزواج هو نفسه من الشرع الطلا ث وان قال عنه ابغض الحلال لكن في النهاية انما هو أيضا حلال مُشَرّع بدل حياة بغيضة، فإما هو إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وحتى ان كانت المخطئة في العلاقة لربما خلص الله الطرف الاخر كذلك منها، المهم عموما أن كل شيء خلق بقدر ومن القدر ماكان مقضيا ومن اركان الإيمان أن نؤمن بالقدر خير وشره، أم أننا لا نتقن إلا حفظ النصوص وما إن أصبحنا في مواقف تتطلب منا ظهور يقين ثبت في القلب أن يطبقه العمل نسينا أن كل شيء اختبارات في الحياة، سواء كانت نعما أو ابتلاءات تبقى اختبارات لينظر سبحانه أنصبر ونشكر ام نجزع ونكفر والعياذ بالله.
وأنا هنا لا أتحدث بصوت انثى فقط إنما اناقش فكرة في العموم بعيداعن الأنوثة والذكورة وأنا اكره التعصب للاثنين وطالما آمنت ان الجنسين معا يحققان التكامل بالفطرة لا يستغني أحدهما عن الآخر بحيث لا يمكن ان يقوم مجتمع على جنس لوحده، وإلا لما خلق الله الاثنين؟ ولكنني اكره الانتقاص من احدهما بناء على عدم ارتباطه بالآخر ولن أتفق أبدا مع أَسْر المراة بالجهل ورؤية ثقافتها هلاكا، كما لا أربط أيضا الثقافة لا بالعمر ولا المتسوى التعليمي وانما بالوعي الفكرى كلٌّ مثقف في مجاله والثقافة الكبرى في النضج والمرونة في التعامل مع الأمور والمحيط ومواقف الحياة عموما، وأرى أن أعلى مراتب الثقافة هي في نيل الحكمة في التصرف، ومن اوتيها فقد اوتي حظا عظيما. والمرأة هي اللبنة وأساس الصلاح ان صلحت فهي خير متاع الدنيا، إن أعددتها أعددت جيلا طيب الأعراق، وصلاحها لن يتاتى من فراغ ان كنا نعتبر أن في تثقيفها هلاكها. أو أن حياتها تقتصر على ما داخل مؤسسة الزواج وحسب دون حتى أن نبني تلك المؤسسة على ثوابت راسخة وقيم تؤهلها لأن تكون أهلا للإنجاب والتربية وخلق مجتمع بدل خلق ضحايا مجتمع
لذا حتى لتحقيق حياة المرأة بالزواج لمن يرى لها الحياة فيه فقط، لابد من الثقافة وصدق الغزالي رحمه الله حين قال: ان التربية الراشدة الناضجة هي الضمان الاول لكل نهضة، والبيت هو المدرسة الأولى لتلك التربية..وعندما تكون المرأة صفر العقل والقلب، لا ثقافة في المدرسة لا عبادة في مسجد..فمن أين تتحقق تلك التربية المنشودة؟!
انه لا مجتمع يصلح عندما تكون المراة حيوانا يحسن تقديم الاكل والمتعة فحسب.
وللاشارة لا تتوقف الثقافة على المدرسة ولا العبادة على المسجد ولا على مكان معين. بالنسبة لي الحياة اكبر مدرسة تثقفنا وتعلمنا بالموقف وتمتحننا باختبار التعامل معها ثم تعطينا بعدها الدرس والعبرة. واما المسجد فلا ننسى خير مسجد للمراة بيتها إن جعلته فعلا كذلك تتحقق فيه العبادة والعمارة على اصولها ومن لم تكن مثقفة حكيمة مرنة. لن تحقق ذلك كله.
فالزواج والاسرة ليس مجرد كلمتين لتحقيق بعض الوظائف انما هو مجتمع صغير به وعليه ينبني المجتمع الكبير ولابد ان ينبني على ثوابت راسخة وقيم متينة تقدر الطرفين بالدرجة الأولى وتعرف كيف يكونان قدوة مؤهلة لتربية افراد المجتمع وهم الاطفال. فان غابت القيم الرئيسية فاللهم لازواج بدل الاتيان بضحايا للمجتمع يربون ضحايا اخرين. ولكن ان عدنا لفكرة هذا الطرح كله اعود لأصحابها وكل من يدور في باله افكار مشابهة اتساءل ان لم يكن هناك زواج نظرا لغياب قيمه البحتة فهل هكذا إذن تعتبر المراة ميتة؟! فهلا نظفتم الفكر وارتقيتم!.
الإختلاف رحمة ولكن لا خلاف
وجب علي توضيح اني ممن يؤمن ان الاختلاف رحمة، لا يفسد للود قضية، بل انه يفتح بابا للنقاش والتطلع على راي الاخر ومن كل نتعلم وان لم نقتنع برأي الآخر يبقى كل رأي يحترم دون أن يؤثر الإختلاف في رأي أو فكرة على الود في العلاقات عموما وعلى القرابة خصوصا وانما يجب أن يكون التركيز على المحتوى والافكار بدل الشخص دون مجاملة من نفاق وانما الأخذ بمبدأ الحوار والاحترام رغم الاختلاف اما اذا أنل الاحترام وصار الحوار جدالا عقيما وتعصبا دوغمائيا لراي لن يثمر معه لا حق ولا فائدة فيفضل الانسحاب.
٩ ماي
تعليقات
إرسال تعليق