ياتي رمضان ضيفا خفيفا يمشي على عجل وفي أيامه ينير عتمة ليالينا بالقيام، ويعطر الأفواه بالصيام ويرطب الالسنة بالذكر والكف عن الشتائم ويلين القلب بالخضوع ويشعر القوي والغني دائم الشبع بالوهن الذي يستشعره الضعيف والفقير عندما يجوع، فيتحقق التكافل بين الناس، هذه هي الرسالة السامية لرمضان، تهذيب للنفس من شتى النواحي، فهو تحصين للفرج وجنة للجسد وتطهير لاهم مافيه القلب واللسان مما علق به من أدران لاترى، فما أضيعنا نحن إن تركناه يمضي وينسحب بهدوء دون أن يكون لنا فضل ضيافته والإغتنام من كراماته والنيل من قرباته مع الله. وياليتنا نغتم فضله ونتخذ من العبادات عادات بعده، ونكون دوما في قرب من الله ولرمضان طبعا فضله وقداسته، عسى يثبت من تاب فيه لما بعده دوما بإذن الله وتوفيقه، ويصلح حالنا ولكن المطلوب ان نكون عبادا لله وليس عبادا لمواسمه فقط. فاللهم قوّنا وأعنا فيه على الصيام والقيام كما تحب وترضى وتجاوز عنا في ماجهلنا، وفيما علمنا وقصرنا، اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ومن فضلك اعطنا ولاتحرمنا، واجعلنا فيه من الفائزين برحمتك ومغفرتك واجعلنا فيه من العتقاء.
تعليقات
إرسال تعليق